عائلة فلسطينية بين الفقر والكرامة
صفحة 1 من اصل 1
عائلة فلسطينية بين الفقر والكرامة
عائلة فلسطينية بين الفقر والكرامة
أم محمد: حتى المجدرة غابت عن مائدتنا. . فالشكوى لغير الله مذلة
تقرير اخباري
غزة ـ الحياة الجديدة ـ مارلين أبو عون- مع بزوغ فجر كل يوم جديد يودع فيه قطاع غزة حالا ليستقبل حالا أشد مرارة وقسوة من ذي قبل. الناس لا يحسدون على حال فرمضان هذه السنة يختلف عن أي سنة مضت أو تراه يكون رمضان الذي يعرفونه أم انه مجرد أيام يصومون فيها عن الطعام والشراب بعيدا عن أي طقوس أو عادات تمارس في هذا الشهر الفضيل.
الفقر المدقع والوضع الأمني السيئ في غزة حرم هذه القلوب من ان تأخذ نصيبها من فرحة غائبة لتأتي البطالة المتفشية بين كبارهم وصغارهم وتكمل المسرحية المملة فالأغلبية العظمى منهم عاطلة عن العمل إذن فمن أين سيلبون احتياجاتهم واحتياجات أسرهم في شهر رمضان.
أبو محمد هو واحد من آلاف المواطنين الذين يعيشون البطالة المرة بكل تفاصيلها، من الذين ظلمتهم الظروف وحرمتهم من ابسط حقوقهم، هو والد لعشرة أطفال يعيشون جميعهم في غرفة ضيقة داخل المخيم الذي يفتقد إلى أبسط مقومات الحياة من مياه وكهرباء، ومع بداية شهر رمضان الذي وصفه بالعبء الأثقل عليه وعلى أسرته يحدثنا أبو محمد عن أحواله وخصوصا في ظلال الشهر الكريم ويقول:(ماذا تنتظرين مني ان أجيب فكما ترين انا لا أعمل وأعيش في غرفة لاتصلح للاستخدام الآدمي وأعيش على الحسنة تارة وعلى المساعدات التي تعطينا إياها( الانروا) وعندما يطلب أحد أبنائي مني(نصف شيقل) لا يجده معي وحين يصيب المرض أحدهم ولا أجد النقود لاشتري الدواء له فنكتفي بالدواء الذي نأخذه من الوكالة وإذا لم يكن موجودا نتكل على الله وننسى الأمر وهذا ما جعل أصغر أبنائي تزداد حالته سوءا إلى ان أصيب بذلك المرض اللعين.
ويواصل (أبو محمد عندما أرى الناس تذهب وتجيء محملة بكل لوازم شهر رمضان من مأكولات ومشروبات يمتلكني حزن عميق ويكتمل حينما يأتيني أحد أبنائي ويقول لي هل ستشتري لنا مربى وحلاوة وجبنه كما يشتري الآخرين ؟؟!ولا اعرف ماذا أجيبه. . ماذا تتوقعين من أب لا يستطيع تلبية احتياجات أسرته من علاج ومأكل ومشرب وحتى مسكن صحي،طرقت جميع الأبواب بعضها فتح لي وساعدوني والبعض الأخر أغلق في وجهي بحثت عن العمل مرة أعمل بخمسة شواقل في اليوم ومرة أخرى لا أجد ثمن رغيف الخبز).
أم محمد لم تكن بعيدة عن حديثنا وأصرت على ان تتكلم علنا نفتح بابا يساعدهم ويساعد غيرهم من العائلات الفقيرة. .
تقول هذه الصابرة : (ما ذنب أطفالي ان يعيشوا هذه الحياة الصعبة ويرون الأطفال الآخرين في مثل عمرهم تلبى كل طلباتهم من تعليم وحياة كريمة وهم محرومون من أبسط الحقوق،نسمع كثيرا عن جمعيات حقوق الإنسان ومساعدة الفقراء.. فأين هي، منا ؟لماذا يرمون لنا الفتات من المساعدات ونرى النظرة المتعالية من الآخرين ؟؟أليس من حق زوجي ان يجد عملا كريما يحفظ له كرامته من ان يمد يده للآخرين ؟نقبل ان نعيش على الخبز والدقة في سبيل ان تحفظ كرامتنا ولا نهان من أي أحد ؟
وتستطرد أم محمد حديثها عن شهر رمضان وكيف ستواجه قسوة الأيام في ظلاله: (بصراحة لم تكن أحوالنا قبل ذلك جيدة ولكنها أفضل من هذه الأيام فكل يوم يمر يزداد فيه فقرنا بل وفقر الكثيرين،رمضان الذي مضى كنت أطهو لعائلتي أسبوعا(عدس) والأسبوع الذي يليه(مجدرة) وهكذا يسترها معنا الله لكني في هذا الشهر حتى العدس قلما نجده ولكن نقول الحمد لله على كل شيء الكرامة والعمل والحياة الكريمة هي أقصى ما أتمنى انا وزوجي فهل هذا مستحيل.
.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى