المذيعات العربيات: صورة جديدة للمرأة أم أداة لتسويق المحطات
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
المذيعات العربيات: صورة جديدة للمرأة أم أداة لتسويق المحطات
المذيعات العربيات: صورة جديدة للمرأة أم أداة لتسويق المحطات الفضائية؟
الكاتب : د خولة مطر*
الكاتب : د خولة مطر*
لقد شهد العالم العديد من التحولات خلال العشر سنوات الأخيرة التي تميزت بالتعقيد والتداخل. فمن عولمة للاقتصاد إلى إعادة هيكلة وخصخصة القطاعات الحيوية في أي بلد. وعلى الجانب الأخر أو الأهم شهدت هذه الحقبة طفرة في مجال الاتصالات والأعلام حتى اصبح امتلاك القدرة على استخدام شبكة الإنترنت أو الهاتف أو التلفزيون يعد من المؤشرات الهامة للتنمية البشرية في أي بلد. وهنا تجدر الإشارة إلى أن العالم العربي يأتي في ذيل المناطق في العالم في مجال التنمية البشرية وخاصة بالنسبة لنصيب الفرد من التقنيات الحديثة وخاصة في مجال الاتصال.
وفيما ركز العديد من الباحثين في دراساتهم على انعكاسات العولمة على المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى العسكرية، اهتم البعض بدراسة عولمة وسائل الاتصال والأعلام. وهذه الأخيرة على درجة كبيرة من الأهمية لكونها تهتم بالمناخ المعرفي وتؤثر أيضا على مجمل حياة البشر فتغير من عاداتهم وأساليب معيشتهم وحتى نظرتهم إلى أنفسهم في مقابل العالم الواسع. وإذا كانت "المعرفة" قوة، إذن فأن أجهزة الاتصال والأعلام هي المسؤولة عن منح هذه القوة أو حجبها. فهناك عولمة للمعلومات نفسها واحتكارها من قبل المنتجين، وعولمة لأنماط الحياة من خلال الترويج لها عبر وسائل الأعلام (سواء بوعي أو عن غير وعي)، وعولمة للثقافة، وعولمة للقيم الاجتماعية لكون وسائل الاتصال الحديثة – وأجهزة التلفزيون على وجه الخصوص – قد استطاعت الوصول والدخول إلى كل منزل دون استئذان حتى تلك النائية منها. ومع انتشار القنوات الفضائية أصبحت هذه المقولة أكثر صحة ولم يعد سكان الريف والجبال والمدن النائية بعيدين أيضا عن وسائل الاتصال بل إن أحد المشاهد المؤثرة لأي من المناطق النائية في الدول العربية هو رؤية أطباق الاستقبال على سطوح "العشش" قبل المنازل.
وكان من ابرز مظاهر العولمة هو ظهور سلع غير ملموسة وغير متعارف عليها سابقا كسلع مثل الأفكار، والتصميمات، ومنتجات أخرى لا تبدو في شكلها الخارجي كسلع، إلى جانب الاهتمام بزيادة الإنتاج مع قلة في التكلفة مع زيادة في الربحية والمزيد من التوزيع غير المتكافئ وتمركز بعض المواد، وفي مجالنا هذا، صناعة الأعلام، في يد فئة صغيرة من الرأسماليين. فأصبح التحدي الحقيقي اليوم أمام العديد من الدول الصناعية قبل النامية هو مواجهة مضمون العولمة وليس أدوات العولمة الممثلة في أجهزة الاتصال الحديثة.
كما أن العشر سنوات الأخيرة شهدت أيضا حركة نشطة في مجال حقوق الإنسان الأساسية وخاصة حقه في المواطنة ومفهوم المواطنة الذي يعد من المصطلحات الجديدة، رغم قدمه، في منطقتنا العربية لأنه وحتى وقت قريب وحتى الآن في العديد من الدول العربية يستخدم تعبير "رعايا" بدلا من "مواطني" الدولة. وقد توغل البعض في الحديث عن دور وسائل الأعلام والاتصال الحديثة وخاصة التلفزيون والقنوات الفضائية منها في خلق وعي أكبر بهذه الحقوق وعلى رأسها المواطنة.
فقد كان من الممكن أن تلعب وسائل الإعلام دورا هاما في جملة هذه التحولات عبر خلقها لفضاء فسيح أو لمساحة تتصارع فيها الأفكار والمبادئ بحيث توفر للمواطن المعلومة التي هنا تشكل عامل قوة خاصة في مجالات كحقه في المواطنة وما يترتب على ذلك من حقوق أخرى.
وفيما يكتسح طوفان العولمة هذا العالم بأكمله ونحن في العالم العربي كجزء لا يتجزأ منه، برزت إلى السطح عشرات بل مئات الدراسات والبحوث في مجال تأثيرات هذه العولمة على الدول ثم المجتمعات. وفيما ترى الغالبية من الباحثين بأن العولمة قادمة لا محالة، وأن الوقوف الدوكنيشوتي في وجهها سينتهي بالفشل الذريع، إلا أن ذلك لا يعني العمل على التخفيف من حدة انعكاساتها وخاصة فيما يتعلق بتهميش فئات كبيرة من المجتمع وخاصة منها النساء والأطفال وغيرهم من المهمشين أصلا في مجتمعاتنا العربية التقليدية.
وينظر العديد من المهتمين بكثير من القلق للتحولات السريعة، الناتجة عن عولمة الاقتصاد، في ملكية وسائل الأعلام وسيطرة فئة صغيرة (شركات متعدية الجنسية أو عابرة للقارات) على مختلف وسائل الاتصال، ومدى انعكاس ذلك على سياسات هذه المؤسسات وعلى مضمون المواد التي تقدمها هذه المحطات. وتجدر الإشارة هنا إلى أن أعلامنا العربي أيضا قد اصبح في أيدي بضعة أفراد أو مجموعات رأسمالية تعمل في مجال الأعلام كما لديها استثمارات في مجالات مختلفة أخرى. وهي في الغالب تمتلك لمحطة أو محطات فضائية إلى جانب عدد من المجلات وشركات إنتاج الأغاني ...الخ. على سبيل المثال لا الحصر، هناك أفراد كصالح كامل، صاحب قنوات راديو وتلفزيون العرب "ART"، كما أن هناك مجموعة أوربت (تلفزيون ومحطات إذاعية)، وMBC راديو وتلفزيون أيضا...الخ.
ويمكن وصف المواد الإعلامية في عصر العولمة على أنها قد تحولت إلى سلعة، ومادة للاستهلاك ونشر ثقافة الاستهلاك، وتوحيد الثقافات أو تقليصها في ثقافة واحدة وبذلك تهمش من أصوات الاقليات والثقافات المختلفة. يذكر مدير التحرير السابق في جريدة "شيكاغو تريبيون" في تحليله لوضع الصحافة اليوم وهو وضع ينعكس على أجهزة الإعلام على مختلف أنواعها: "كانت مهمة الصحافة على الدوام تأمين التربية الحسنه للناس. أما اليوم فأصحاب الصحف يعتقدون على العكس من ذلك، إن الصحافة لم تعد إلا عملا تجاريا، وأنها مثل سائر الأعمال، لا بد أن تحقق قبل كل شيء الأرباح المادية." (Le Monde diplomatique، فبراير 1999).
"وللمرة الأولى في التاريخ سوف تتعرض ثقافات الماضي إلى التحدي، ليس من قبل ثقافة عالمية فحسب، وإنما ثقافة اقتصادية، فالثقافة المعاصرة هي السلعة التي تباع جيدا، وليس ما ينتقل من الماضي." (ثورة الاتصالات والمعلومات والاقتصاد العالمي، دبي، 1998)
لقد أصبحت الثقافة والخدمات الأخرى التي تصاحبها أكبر صناعة عالمية الآن، فعلى سبيل المثال تبلغ قيمة صادرات الولايات المتحدة الأمريكية من الأفلام السينمائية والبرامج التلفزيونية بالدولارات ضعفي صادراتها من الطائرات، وتبلغ العوائد الناجمة عن مباريات كأس العالم والألعاب الأولمبية عدة مليارات من الدولارات...الخ. وفي هذا الصدد لا يمكن أن ننسى الضجة التي دارت في مصر حول حقوق بث بطولة كأس القارات لكرة القدم والذي شارك فيها المنتخب الوطني المصري حيث استطاعت شركة ART شراء حقوق البث في الدول العربية والتي بلغت تكلفتها ثمانية ملايين دولار. (روزاليوسف 31/7 – 6/8 1999). وقد غيرت العولمه حتى من وسائل التعبير والألفاظ والعبارات والكلمات والقيم. ومثال على ذلك برنامج مثل "من سيربح المليون" والذي يذاع بلغات عدة وتسوقه شركة واحدة تمتلكه مناصفة مع القنوات التي تبثه بكل لغة، فهو ينشر ثقافة الاستهلاك في مجتمع اصبح فيه المثل الشعبي "لديك قرش فأنت تساوي قرش" هو الشعار السائد. وهي ثقافة تساهم في نشرها أيضا تلك المحطات عابرة الحدود والقارات. عولمة النساء
جاء مؤتمر بيجينج (بكين) ليركز على القضايا الأساسية المرتبطة بالمرأة والتحديات التي تواجهها في ظل كل هذه التحولات. وصدرت الوثيقة التي شكل فيها بند الاتصال أحد أهم العناصر التي قد تساهم في تحويل إعلان بيجينج إلى واقع ملموس. إلا انه وبعد مضي خمس سنوات وانعقاد مؤتمر المتابعة (بيجينج + 5) لم يحظ موضوع الأعلام والاتصال بنصيب هام حتى ضمن الوثيقة الجديدة، فلا تزال التحديات والمعوقات التي تواجه المرأة كما هي. وفي المقابل برزت تحديات ومعوقات جديدة وأهمها على وجه الخصوص الدور الذي تلعبه المرأة في وسائل الاتصال والأعلام الحديثة وخاصة القنوات التلفزيونية الفضائية.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن العمل على فهم واقع المرأة في الإعلام وخاصة في القنوات الفضائية التلفزيونية غير ممكن دون هذه الخلفية الأساسية والتي تؤكد على أن دراسة وضع المرأة في أي مجال كان، لا يمكن فهمه دون فهم الظروف العامة المحيطة به وخاصة ظروف المجتمع. فلا يمكن دراسة وضع المرأة في الإعلام أو دورها دون فهم واضح لواقع المرأة في مجتمعها بشكل عام والتحولات التي طرأت على هذا المجتمع على وجه الخصوص. فهل عكست كل هذه التحولات التي أحدثتها العولمة تحولا نوعيا في دور المرأة وواقعها لينعكس ذلك بدوره على وضعها في مجالات الإعلام الحديثة؟
يؤكد تقرير لليونسكو على انه لا يمكن فهم واقع المرأة في الإعلام دون فهم أوسع للمجتمع والفضاء العام الذي تتحرك فيه "باعتباره موضوعا معزولا ومجتزءا، كما لو كان في الإمكان تحليل علاقة المرأة بوسائل الإعلام وصياغة مقترحات لتغييرها بدون الرجوع إلى مجموع العوامل الاجتماعية المتضمنة، أي مجموع النظام الاجتماعي الذي تكسب فيه هذه العلاقة سماتها الخاصة وديناميتها الخاصة." وتحاول هذه الورقة المختصرة النظر في عدة نقاط أهمها:
1 التطورات السريعة التي طرأت على تكنولوجيا الاتصال والمعلومات وخاصة تلك القنوات العابرة للحدود مثل القنوات الفضائية والتي أثرت بشكل كبير على العديد من النساء العربيات سلبا وإيجابا.
2 زيادة عدد النساء العاملات في مجال التلفزيون. إلا أن هذه الزيادة في العدد لم تنعكس على قدرتهن في صنع القرار ضمن المؤسسات الإعلامية التي يعملون بها، أو حتى التأثير على مضمون البرامج التي تقدمها.
3 عدم توفر حساسية خاصة لدى البرامج والسياسات الإعلامية بالنسبة لقضايا النوع (التمييز حسب الجنس).
4 زيادة الترويج لثقافة الاستهلاك.
وهنا يجدر توضيح أن هناك نقصا شديدا في الدراسات والبحوث التي تتناول دور المرأة في المؤسسات الإعلامية وخاصة القنوات الفضائية، فمعظم الدراسات تركز على صورة المرأة في الإعلام وخاصة تلك المرتبطة باستغلالها في الإعلانات التجارية للترويج لسلعة ما. إلا أن صناعة الثقافة بشكل عام والأعلام على وجه الخصوص قد شهدت تطورات مذهلة في فترة زمنية قصيرة جدا مما يدعونا للبحث أولا في تلك الصناعة وفي الدور الجديد للمرأة فيها، وهل انعكس ذلك على فهم أوسع لمشاكلها وقضاياها أو حتى على وصولها إلى صنع القرار في مثل هذه المؤسسات. وفي تركيزنا على وسائل الاتصال الحديثة وبالتحديد القنوات الفضائية التلفزيونية إدراك إلى أن هذه المحطات تشكل للعديد من النساء العرب النافذة الوحيدة التي تطل منها على العالم والفضاء الخارجي بعيدا عن الحدود والقيود المفروضة عليهن، خاصة وأننا نعيش في مجتمعات نسبة الأمية فيها بين الإناث قد تصل في بعض الأحيان إلى 85%.
كلما اتسعت المساحة... كلما قلت المعرفة والحرية
قد تكون المساحة المتاحة أو الفضاء الإعلامي قد ازداد اتساعا، إلا أن ذلك لم ينعكس إيجابا على حرية التعبير والمشاركة، بمعنى أن عبارة "دع مليون زهرة تتفتح" لم تنعكس تفتح الأزهار بل بضيق المساحة المتاحة للتعبير الحر. بل إن هذه المساحة انحصرت أكثر وأكثر في مواضيع هي الأقل أهمية بالنسبة للمواطنين العرب نساء كانوا أم رجالا.
يتبع
عدل سابقا من قبل في الإثنين سبتمبر 17, 2007 12:12 pm عدل 1 مرات
نيفين الشحرورة- عدد الرسائل : 9
تاريخ التسجيل : 13/09/2007
رد: المذيعات العربيات: صورة جديدة للمرأة أم أداة لتسويق المحطات
المذيعات العربيات: صورة جديدة للمرأة أم أداة لتسويق المحطات
وكما ذكرنا سابقا تحولت ملكية العديد من المحطات التلفزيونية كما هو الحال بالنسبة لأجهزة الإعلام على اختلاف أنواعها من ملكية الدولة إلى ملكية القطاع الخاص أو رأس المال الذي قد لا يكون وطنيا. بل وشهدت السنوات القليلة الماضية سيطرة حفنة صغيرة من أصحاب الأموال على معظم وسائل الاتصال، وهذه ليست بالظاهرة الخاصة بالعالم العربيـ بل أنها ظاهرة عالمية، فموردوخ يمتلك محطات للتلفزيون وجرائد واستوديوهات وغيرها في دول مثل الولايات المتحدة وروسيا وتايلندا، الخ. وهناك أكثر من موردوخ في العالم، وعالمنا العربي على وجه الخصوص. فقد حولت العولمة طبيعة وتركيبة الإعلام من أداة لعامة الناس إلى شركة خاصة عابرة للقارات والحدود.
وأصبحت الثقافة السائدة لهذه القنوات هي ثقافة الاستهلاك. ولم يكتف القائمون على هذه المحطات بنشر الفكر الاستهلاكي عبر المواد الإعلامية فقط، بل بدأ الأمر ينتقل إلى اختيار مقدمين للبرامج يقومون بنشر هذا الفكر وهذه الثقافة. فقد أصبحت من أهم المؤهلات لدى العاملين في الحقل الإعلامي وخاصة المذيعات منهن، المظهر الخارجي. فلم يعد هؤلاء الإعلاميون متخصصين في تسويق نمط من الحياة والثقافة والاستهلاك فقط، بل إنهم يغذون مشاهديهم بصور معينة وأيديولوجيات خاصة تقدس الماديات. ويصف ستوارت اون ما اسماه بالثقافة أو الحضارة الإعلامية "الثقافة الإعلامية لم تعد مجرد مملكة يدخلها الفرد بهدف المتعة ولكنها أصبحت عالم يستهلك ضمير البشر."
ويضيف بأن الخيال هو المملكة التي يتم فيها الاستغلال الاقتصادي ولذلك فيجدر بنا أن نثير الأسئلة فيما يتعلق باستعمار الخيال من قبل فئة من أولئك المسؤولين عن صناعة الفنتازيا أو الوهم، حيث تتحول هذه المواد إلى وسائل لتراكم الثروة وأسلحة مهمة للسلطة لوضع الفرد الاجتماعي بل وللتعامل بين البشر بشكل عام.
ففيما كان النقاش حتى الماضي القريب منصبا على الصور التي تبعثها أو ترسخها وسائل الإعلام الغربية نحو غرس عادات وتقاليد غريبة عن مجتمعاتنا، اصبح المطروح اليوم هو اغتراب الصورة التي تطرحها أجهزة التلفزيون العربية عن واقع المرأة، بل وخلق صورة جديدة تعمل معظم النساء العربيات على التشبه بها. كل ذلك دون تحول أو تغير حقيقي في واقع المرأة ودورها في المجتمع. فأصبح القائمون على هذه الأجهزة مسؤولين حقيقة عن نشر ثقافة هي في مضمونها لا يمكن وصفها سوى بالتسطيح والتفاهة، وأصبح الهدف الحقيقي هو المتعة والتسلية والترفيه في جو من المنافسة الشديدة بين القنوات الفضائية العربية. ففي ظل تحول الإعلام والتلفزيون بشكل خاص إلى "سلعة" يجب تسويقها بشكل جيد، بمعنى أن جودة أية محطة تلفزيونية تعتمد أساسا على كيفية تسويقها، كما هو الحال بالنسبة لأية سلعة أخرى كعلبة الصابون مثلا، الخ.
وفي هذا الإطار لجأت معظم هذه المحطات إلى كل الخدع واللعب الموجودة لاستقطاب المشاهد العربي، ليس فقط من المحيط إلى الخليج، بل وأيضا ذلك المهاجر في دول العالم المختلفة. واعتمدت في ذلك على فهم لواقع مثل هذه المجتمعات العربية حسب تعبير أحد المسؤولين عن المحطات الفضائية عندما تحدث أمام نخبة من القائمين على المحطات التلفزيونية العربية، حيث قال بأنهم يعتمدون على الجنس في تسويق محطتهم لمجتمعات عربية محافظة إلا إنها تمتلك قدرة شرائية كبيرة، وكان بذلك يعني بعض الدول العربية الخليجية.
وهناك أمثلة عدة تؤكد كلام هذا المسؤول. فكيف نستطيع تفسير ظاهرة برامج مثل "ما الك إلا هيفا" على سبيل المثال لا الحصر، وهو برنامج يبث في الفترة الصباحية ويستهدف المشاهدين من النساء أو ربما ربات البيوت على وجه التحديد. إلا انه استطاع أن يتحول إلى برنامج يشد جميع المشاهدين، وقد يكون من الرجال اكثر من النساء، فقد كثرت الطرائف التي ليست كلها من صنع الخيال. فقد لوحظ مثلا اختفاء الموظفين بالدوائر الحكومية في إحدى الدول الخليجية من مكاتبها ساعة بث البرنامج. وسرعان ما انكشف السر فجميع الموظفين مولعين بمشاهدة هيفا وطبعا ليس بلعبة الايروبك والرياضة البدنية.
وقد استطاعت لبنان على سبيل المثال أن تكون بحق عاصمة للفضائيات العربية حتى أن معظم -إن لم يكن كل- الفضائيات العربية التي تبث برامجها خارج الدول العربية (MBC, ART, Orbit ) تنتج بعض البرامج في لبنان. بل إن محطة مثل ال MBC حاولت الانتقال من لندن إلى لبنان، وعندما جوبهت بمعارضة شديدة من قبل المحطات اللبنانية توجهت إلى دبي حيث من المتوقع أن تنتقل العديد من المحطات إلى المدينة الإعلامية هناك.
وبذلك انتشرت خلال الخمس سنوات الأخيرة على وجه التحديد ظاهرة جديدة هي ظاهرة المذيعة "النجم" أو المذيعة التي تستقطب المشاهد ليس لمضمون ما تقدمه في برنامجها بل مدى قدرتها على شد الانتباه. ولوحظ ازدياد عدد العاملات في مجال التلفزيونات العربية بشكل كبير، وهن في الغالب من فئة عمريه معينة وبمواصفات شكلية خاصة جدا، بل وقد تعدى الأمر ببعض المحطات ليصل إلى استخدامهم لملكات جمال سابقات أو عارضات أزياء، الخ، دون النظر إلى إمكانية كل من هاته النسوة أو الفتيات ومؤهلاتهن المهنية، تلك التي تؤخذ بالاعتبار حتما بالنسبة للرجل.
ويبدو أن هناك شروطا خاصة بلبس هاته المذيعات حتى وان لم يكن معلنا. وفي إحدى المؤتمرات المتخصصة في الجامعة اللبنانية الأمريكية وقفت مذيعة معروفة شابة (لا تزال طالبة بتلك الجامعة) لتعترف بأن اختيارها كان بناء على شكلها وصغر سنها وقبولها بإظهار "مفاتنها." وأضافت بأنه لو كانت قد تقدمت مذيعة شابة أخرى اكثر كفاءة مني ولكنها محجبة فمن المؤكد إنها لن تحظى بهذه الوظيفة أو أية وظيفة في أية محطة فضائية أخرى.
كما ويبدو واضحا لأي مراقب أن مقدمات البرامج محصورات أو ربما "حبيسات" البرامج الترفيهية، الخفيفة والمسلية ونادرا ما توجد امرأة مقدمة لبرنامج سياسي أو اقتصادي أو ثقافي جاد. حتى في المحطات التي تبدو اكثر جدية من غيرها والمتخصصة في البرامج الأخبارية مثل تلفزيون الجزيرة، حيث يتوازى فيه العدد بين النساء والرجال، وحيث أن المواصفات التي تأخذ في الاعتبار عند تعيين المذيعات تبدو مهنية اكثر من المحطات الأخرى، إلا انه نادرا ما نجد أي من العاملات بهذه المحطات يقدمن برامج سياسية، حوارية أو ثقافية، بل إن مقدمي البرامج بالمطلق هم من الرجال.
لا بد من الإشارة هنا إلى أن المحطات الفضائية التي لا تزال تخضع لسلطة الدولة ولم تتحول إلى ملكية خاصة مثل القنوات الفضائية المصرية وغيرها، لا تزال بعض المقاييس والمعايير "الفضائية" الحديثة لم تطغ عليها. بمعنى أن هناك بعض المذيعات اللاتي يقدمن برامج أكثر عمقا، كما أن العديد من النساء بل إن معظم القنوات المصرية ترأسها نساء.
وحتى نكون منصفين لهذا الكم من النساء العاملات في مجال المحطات الفضائية العربية علينا أن نعي بأنهن غير قادرات على تغيير هذا الوضع القائم، بل قد تواجه من تريد التغيير بالصد أو ربما الفصل من العمل خاصة وان كم الفتيات الواقفات على أبواب المحطات الفضائية في تزايد مستمر، عندما تحولت المذيعة إلى مركز قريب من الممثلات والمشاهير في المجتمعات العربية. وبذلك فقد اصبح حلم العديد من الفتيات العربيات هو الحصول على وظيفة مقدمة برنامج ما يشكل مفتاحها للحياة العامة والشهرة وربما لتحقيق نفس الحلم-الوهم الذي تروج هي له حتى صدقته.
فقد اصبح الفضاء التلفزيوني مليء بالصور "Images" التي تساهم في خلق ثقافة جديدة تعتمد في مجملها على الحسيات وتهمل الثقافة، والقيم وفي الكثير من الأحيان فيها ظلم حقيقي للمرأة التي تقع فريسة لهذه الصور وتنزلق في مجال تقليدها دون أدراك منها أو وعي حقيقي. فهناك مظاهر "للحداثة" تصنع، حيث تتحول التقاليد إلى شكل من الاستقرار رغم الحركة الظاهرة والتعبيرات أو صور التغيير التي تبرز، وبذلك تبدو الصور الحداثية مجرد انعكاس متجدد أو حديث لنفس تلك المعتقدات القديمة.
ومن الملاحظ والمحزن حقا هو انعدام قيم المهنية أو الحرفة عند اختيار المذيعات، مما يكرس هو الآخر نفس تلك الصورة القديمة-الجديدة للمرأة على إنها كائن غير مثقف ولا يملك القدرة على التحليل أو فهم الأمور غير تلك المرتبطة بالتسلية والترفيه. وأصبحت المحطات الفضائية اليوم تعيد تكرار تلك الصورة القديمة للمرأة بلباس حديث، خاصة فيما يتعلق بالمقاييس العمرية، الجسدية (الخصر، والشعر، الخ).
وهذا بالطبع يعود إلى تحول المحطات التلفزيونية بل وكل المواد الإعلامية إلى "سلعة" من الواجب تسويقها، ولكن الأهم في الأمر هو انعدام توفر خرائط اجتماعية للبرامج التلفزيونية، إلا في النادر طبعا. فقد اصبح الهدف الرئيسي لهذه المحطات، وكما قلنا سابقا، هو التسلية وتقضية الوقت الممتع وتحريك الغرائز. حتى صح فيها الوصف الذي أطلقه عليها مدير إحدى المحطات التلفزيونية الخليجية عندما قال في مقابلة مع محطة NBN اللبنانية إن القنوات الفضائية العربية هي "كباريهات" وليست محطات تلفزيونية.
ففيما كانت الأفلام السينمائية والمسلسلات في الماضي هي التي تضع نماذج جاهزة لتحتذي بها الفتيات والنساء في مجتمعاتنا العربية، أصبحت مقدمات البرامج والمذيعات هن اللاتي يخلقن هذا النموذج اليوم.
كم أكبر ... فعل أقل
من كل ما سبق نجد أن المقولة القديمة التي كانت تنص على أن زيادة عدد العاملات من النساء في مجال الإعلام بشكل عام والمحطات التلفزيونية على وجه الخصوص سيؤدي حتما إلى تحول حقيقي في نوعية البرامج والمواد التي تقدمها هذه المحطات للمشاهد وخاصة منها المرتبطة بهموم ومشاكل وقضايا المرأة العربية: هل تحقق هذا الأمر مع هذا الكم الهائل من الفتيات المقدمات للبرامج ومذيعات نشرات الأخبار وبالتأكيد مذيعات الربط؟ الإجابة على ذلك بالتأكيد هي بالنفي، لا لشيء إلا إذا ما قمنا بدراسة سريعة لنوعية البرامج التي تقدم وإذا ما علمنا بأن قضايا مثل قوانين الأحوال الشخصية في المنطقة العربية، وضع المرأة في المجتمع، دور المرأة في صنع القرار والتنمية، ختان الإناث، جرائم الشرف، التسمين وغيرها من القضايا التي تبرز في معظم المؤتمرات والتجمعات المختصة وهي تعد ضمن القضايا الرئيسية التي حملتها النساء العربيات إلى مؤتمر بيجينج، إذا علمنا أن معظم -إن لم يكن كل- هذه القضايا لا تطرح للنقاش على محطاتنا الفضائية إلا نادرا وفي الكثير من الأحيان ليس من قبل نساء.
والسؤال المطروح هنا هو هل استطاعت المرأة "المذيعة" الجديدة أن تعكس تغير حقيقي في المجتمعات العربية نحو حرية أكبر في التعامل مع الجسد أو النظرة إلى المرأة ودورها بشكل عام؟ أم أنها خلقت أيضا "façade" أو شكلا خارجيا يعكس واقعا لا تزال فيه النساء حبيسات للعديد من الأنظمة والقوانين والعادات والتقاليد التي تجبر نفس تلك المرأة، "المتحررة" على الشاشة إلى بيت الطاعة أو في أحسن الأحوال عدم السفر دون آذن من الزوج، الخ، من الأنظمة والقوانين والعادات التي لم تتغير. وبذلك تصبح الصورة عبر القنوات الفضائية هي مجرد شكل آخر من أشكال صناعة الوهم بأن واقع المرأة العربية قد تحول فعلا، وأن ذلك قد عكس نفسه بزيادة حقيقية في ظهورها عبر شاشات التلفزيون. فهل غيرت هذه الصور المتراصة من نظرة المجتمع لمفهومي "الشرف" و"العار" الذين يحكمان العلاقات والتعامل مع المرأة العربية؟
والجدير بالذكر هنا أن هاته المذيعات في مقابلاتهن المتكررة عبر المجلات النسائية والترفيهية المتخصصة يصدرن تصريحات مثل أن رفض مثل هذه الصورة يعد رفضا للتجديد وللدور الجديد للمرأة كمشارك فعال في المجتمع. فقد خضعت هذه النساء أيضا لهذه المفاهيم فتقمصتها تلك الأفكار ولبستها، فاقتنعت تماما بأن هذا الأمر حقيقي وبأنها قد حققت ذلك الاختراق الذي يعرف اليوم "بكسر حاجز السقف الزجاجي."
ولا نستطيع أن ننتقد هذه المرأة المذيعة، فماذا تستطيع المذيعات أن يفعلن في ظل مجتمع عربي لا تزال نسبة النساء اللاتي استطعنا الوصول إلى مناصب صنع القرار أو المناصب القيادية محدودة جدا، خاصة إذا ما قورنت بعدد النساء العاملات وبالمشاركة الكبيرة للنساء في دخل الأسرة، الخ، الأمر الذي من المفترض أن ينعكس إيجابا بالنسبة لدورها في صنع القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي؟ ويبدو الأمر اكثر تعقيدا إذا ما نظرنا إلى التناقض الحاصل في بعض البرامج، والذي يصل إلى شيء من الشكزوفرانيا الصورية، فبينما تبدو مقدمة البرنامج وهي كاشفة عن الجزء الأكبر من جسدها، يتوقف البرنامج لفقرة إعلانية تبرز من خلالها صورة متناقضة للمرأة خاصة في إعلانات المواد الغذائية (زيت الطبخ) أو المنظفات (صابون الغسيل) حيث تبدو المرأة محتشمة جدا إن لم تكن محجبة. فما الذي يريد القائمون على هذه المحطات والبرامج أن يقولوه؟ وهل تغيب عنهم هذه الملاحظة؟ الواقع انهم مدركين أن عليهم تسويق البرنامج والإعلان أو المنتج (السلعة). وبذلك فالإعلان يبرز صورة قريبه من المرأة المشاهدة (المستهدفة) بينما تبدو المذيعة هي الصورة التي تطمح نفس تلك المرأة على أن تكونها أو تحاول ذلك حتى ولو كان ذلك بهدف المحافظة أو كسب رضى الزوج.
وهكذا يبدو الأمر وكأنه دمج غريب بين الواقع والفنتازيا. صورة أي امرأة؟ وهنا يجدر بنا أن نثير السؤال الأهم، فأي صورة للمرأة تبثها هذه المحطات الفضائية؟ هل هي صورة حقيقية للمرأة العربية؟ وأي امرأة عربية هذه؟ فهل تمثل المرأة الأمية أو الفقيرة وهي النسبة الكبرى من النساء في عالمنا العربي؟ أم هل تمثل المرأة العاملة التي تقضي يومها الطويل في كسب الرزق لتعود في أخر النهار لممارسة دورها الأخر في المنزل؟ هل هي المرأة المتعلمة والمثقفة التي تحاول أن تحقق ذاتها وتسعى جاهدة لكسر حاجز الصمت بالنسبة لحقوقها ومشاكلها؟
هنا نعود للتذكير بأن العولمة قد حولت ملكية الأعلام من الدول إلى القطاع الخاص أي في أيدي عدد قليل من الأفراد، مما يعني أن قطاعات واسعة من المجتمع –وليس المرأة وحدها– لن تجد لها أية مساحة للتعبير عبر هذه الوسائل. فقد تحولت تركيبة الأعلام من أداة لعامة الناس إلى شركة خاصة عابرة للحدود والقارات ناشرة للثقافة الواحدة. وماذا بعد؟ يميل العديد من المهتمين والمعنيين بقضايا الأعلام إلى رفض النظرية التي تقول بأن أجهزة الأعلام هي أداة لتغيير الواقع، وبذلك فلهذه الأجهزة قدرة على أجراء بعض التحولات على واقع المرأة العربية. وهو أمر لا يمكن الجزم فيه بسهولة، إلا أن الإعلام وخاصة التلفزيون قادر حتما على تغيير بعض العادات والأنماط السلوكية، وقد استطاعت العديد من الدراسات إثبات ذلك.
وإذا لم يستطع الأعلام أن يغير فعليه أن لا يساهم في خلق صورة "حداثية" لواقع تقليدي جدا، أو بشكل آخر تعليب وتغليف الوضع التقليدي للمرأة في علبة جديدة تبدو براقة أكثر، ألا وهي جهاز التلفزيون ومحطاته المتناثرة عبر الأثير.
ولكي يحدث التغيير فنحن بحاجة إلى حركة حقيقية في المجتمع تعمل على فرض صورة أخرى للمرأة مخالفة لتلك التي تبرزها القنوات الفضائية.
والخوف كل الخوف أن تسقط النساء ضحايا هذه الصور المركبة ويصبح التسفيه هو السائد فتنحجب الرؤية لدى الجميع، بما في ذلك النساء أنفسهن، فهن يصنعن الوهم ثم يستهلكنه.
* د. خولة مطر: صحفية من البحرين. ورقة مقدمة في مؤتمر مركز الإعلاميات العربيات، الأردن 2002
________________________________________
المراجع:
1. "ثورة الاتصالات والمعلومات والاقتصاد العالمي في ثورة المعلومات والاتصالات وتأثيرها في الدولة والمجتمع بالعالم العربي، مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، 1998.
2. حديدي، صبحي "في "امتداح" الثقافة الإمبريالية وتعميمها بالقوة،" ، النهار لوموند دبلوماتيك، مارس 1999.
3. سيلمر، كريستيان "الهوية "المرقعة" لجيل،" النهار لوموند دبلوماتيك، اكتوبر 1999.
4. عامر، كمال "عبد الرحمن حافظ: مفاوضات الشيخ صالح كامل كانت مناورة!"، روزاليوسف من 31/7:6/8/1999.
5. عبد الرحمن، عواطف "صورة المرأة العربية في الأعلام العربي – دراسة تطبيقية: الإعلام المصري والصحافة الخليجية،" في المرأة ودورها في حركة الوحدة العربية، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت.
6. رمزي، ناهد "المسؤولية ا لاجتماعية لوسائل الاتصال وتغير الوضع الاجتماعي للمرأة في المجتمع العربي،" مجلة شؤون عربية، سبتمبر 1983.
7. الراوي، خالد حبيب "مشاكل الصحافية العاملة في العراق، في مجلة المرأة العربية، العدد 4، 1986
8. معتوق، فريدريك "ثقافة العجز: قياس الكتاب بالجهاز التلفزيوني،" الحياة 16 أكتوبر 1995.
9. "الاتصال في خدمة المرأة: تقرير عن برامج العمل والبحوث" وثيقة أعدت للمؤتمر العالمي المعني بدراسة وتقييم نتائج عقد الأمم المتحدة للمرأة، باريس، 1980 –1985.
10. "العرب والعولمة ..بحوث ومناقشات الندوة الفكرية التي نظمها مركز دراسات الوحدة العربية، مركز دراسات الوحدة العربية، (الطبعة الثانية)، 1998.
11. "المرأة العربية في عالم العمل: نظرة عامة،" منظمة العمل الدولية بالتعاون مع معهد الدراسات النسائية في العالم العربي، الجامعة اللبنانية الأمريكية، بيروت، 2000.
Bibliography:
Berger, Morroe,” The Arab World Today,” New York, Doubleday, 1962.
Curran, James and Gurevitch, Michael Ed. “Mass Media and Society,” London, Edward Arnold, 1991.
Hermes, Joke,” Reading Women’s Magazines,” Cambridge, Polity Press, 1995.
Howitt, Dennis, “Mass Media and Social Problems,” Oxford, Oxford Press, 1982.
Index on Censorship, Vol.24, No.4, 1995.
Kabeer, Naila, “Selective rights, collective wrongs: women, body-politcs and the development agenda,”
Mattelart, Armand, “ Transnationals and the Third World: Struggle for Culture,” Massachusetts, Begin Publishers Inc., 1983.
Mattelart, Michele, “Women Media Crisis: Femininity and Disorder,” London, Comedia, 1986.
Mattelart, Michele, “ Reflection on Modernity: away of reading women’s magazines,” Two Worlds, vol.1.No.3, 1978.
Sinclair, John, “Images Incorporated: Advertising as Industry and Ideology,” London, Croom Helm, 1987.
Stuart, Ewen, “From Citizens to Consumer,” Intermedia (2) No.3 May – June, 1992.
Wirth, Linda, “ Breaking through the glass ceiling: women in management,” ILO, 2001.
وكما ذكرنا سابقا تحولت ملكية العديد من المحطات التلفزيونية كما هو الحال بالنسبة لأجهزة الإعلام على اختلاف أنواعها من ملكية الدولة إلى ملكية القطاع الخاص أو رأس المال الذي قد لا يكون وطنيا. بل وشهدت السنوات القليلة الماضية سيطرة حفنة صغيرة من أصحاب الأموال على معظم وسائل الاتصال، وهذه ليست بالظاهرة الخاصة بالعالم العربيـ بل أنها ظاهرة عالمية، فموردوخ يمتلك محطات للتلفزيون وجرائد واستوديوهات وغيرها في دول مثل الولايات المتحدة وروسيا وتايلندا، الخ. وهناك أكثر من موردوخ في العالم، وعالمنا العربي على وجه الخصوص. فقد حولت العولمة طبيعة وتركيبة الإعلام من أداة لعامة الناس إلى شركة خاصة عابرة للقارات والحدود.
وأصبحت الثقافة السائدة لهذه القنوات هي ثقافة الاستهلاك. ولم يكتف القائمون على هذه المحطات بنشر الفكر الاستهلاكي عبر المواد الإعلامية فقط، بل بدأ الأمر ينتقل إلى اختيار مقدمين للبرامج يقومون بنشر هذا الفكر وهذه الثقافة. فقد أصبحت من أهم المؤهلات لدى العاملين في الحقل الإعلامي وخاصة المذيعات منهن، المظهر الخارجي. فلم يعد هؤلاء الإعلاميون متخصصين في تسويق نمط من الحياة والثقافة والاستهلاك فقط، بل إنهم يغذون مشاهديهم بصور معينة وأيديولوجيات خاصة تقدس الماديات. ويصف ستوارت اون ما اسماه بالثقافة أو الحضارة الإعلامية "الثقافة الإعلامية لم تعد مجرد مملكة يدخلها الفرد بهدف المتعة ولكنها أصبحت عالم يستهلك ضمير البشر."
ويضيف بأن الخيال هو المملكة التي يتم فيها الاستغلال الاقتصادي ولذلك فيجدر بنا أن نثير الأسئلة فيما يتعلق باستعمار الخيال من قبل فئة من أولئك المسؤولين عن صناعة الفنتازيا أو الوهم، حيث تتحول هذه المواد إلى وسائل لتراكم الثروة وأسلحة مهمة للسلطة لوضع الفرد الاجتماعي بل وللتعامل بين البشر بشكل عام.
ففيما كان النقاش حتى الماضي القريب منصبا على الصور التي تبعثها أو ترسخها وسائل الإعلام الغربية نحو غرس عادات وتقاليد غريبة عن مجتمعاتنا، اصبح المطروح اليوم هو اغتراب الصورة التي تطرحها أجهزة التلفزيون العربية عن واقع المرأة، بل وخلق صورة جديدة تعمل معظم النساء العربيات على التشبه بها. كل ذلك دون تحول أو تغير حقيقي في واقع المرأة ودورها في المجتمع. فأصبح القائمون على هذه الأجهزة مسؤولين حقيقة عن نشر ثقافة هي في مضمونها لا يمكن وصفها سوى بالتسطيح والتفاهة، وأصبح الهدف الحقيقي هو المتعة والتسلية والترفيه في جو من المنافسة الشديدة بين القنوات الفضائية العربية. ففي ظل تحول الإعلام والتلفزيون بشكل خاص إلى "سلعة" يجب تسويقها بشكل جيد، بمعنى أن جودة أية محطة تلفزيونية تعتمد أساسا على كيفية تسويقها، كما هو الحال بالنسبة لأية سلعة أخرى كعلبة الصابون مثلا، الخ.
وفي هذا الإطار لجأت معظم هذه المحطات إلى كل الخدع واللعب الموجودة لاستقطاب المشاهد العربي، ليس فقط من المحيط إلى الخليج، بل وأيضا ذلك المهاجر في دول العالم المختلفة. واعتمدت في ذلك على فهم لواقع مثل هذه المجتمعات العربية حسب تعبير أحد المسؤولين عن المحطات الفضائية عندما تحدث أمام نخبة من القائمين على المحطات التلفزيونية العربية، حيث قال بأنهم يعتمدون على الجنس في تسويق محطتهم لمجتمعات عربية محافظة إلا إنها تمتلك قدرة شرائية كبيرة، وكان بذلك يعني بعض الدول العربية الخليجية.
وهناك أمثلة عدة تؤكد كلام هذا المسؤول. فكيف نستطيع تفسير ظاهرة برامج مثل "ما الك إلا هيفا" على سبيل المثال لا الحصر، وهو برنامج يبث في الفترة الصباحية ويستهدف المشاهدين من النساء أو ربما ربات البيوت على وجه التحديد. إلا انه استطاع أن يتحول إلى برنامج يشد جميع المشاهدين، وقد يكون من الرجال اكثر من النساء، فقد كثرت الطرائف التي ليست كلها من صنع الخيال. فقد لوحظ مثلا اختفاء الموظفين بالدوائر الحكومية في إحدى الدول الخليجية من مكاتبها ساعة بث البرنامج. وسرعان ما انكشف السر فجميع الموظفين مولعين بمشاهدة هيفا وطبعا ليس بلعبة الايروبك والرياضة البدنية.
وقد استطاعت لبنان على سبيل المثال أن تكون بحق عاصمة للفضائيات العربية حتى أن معظم -إن لم يكن كل- الفضائيات العربية التي تبث برامجها خارج الدول العربية (MBC, ART, Orbit ) تنتج بعض البرامج في لبنان. بل إن محطة مثل ال MBC حاولت الانتقال من لندن إلى لبنان، وعندما جوبهت بمعارضة شديدة من قبل المحطات اللبنانية توجهت إلى دبي حيث من المتوقع أن تنتقل العديد من المحطات إلى المدينة الإعلامية هناك.
وبذلك انتشرت خلال الخمس سنوات الأخيرة على وجه التحديد ظاهرة جديدة هي ظاهرة المذيعة "النجم" أو المذيعة التي تستقطب المشاهد ليس لمضمون ما تقدمه في برنامجها بل مدى قدرتها على شد الانتباه. ولوحظ ازدياد عدد العاملات في مجال التلفزيونات العربية بشكل كبير، وهن في الغالب من فئة عمريه معينة وبمواصفات شكلية خاصة جدا، بل وقد تعدى الأمر ببعض المحطات ليصل إلى استخدامهم لملكات جمال سابقات أو عارضات أزياء، الخ، دون النظر إلى إمكانية كل من هاته النسوة أو الفتيات ومؤهلاتهن المهنية، تلك التي تؤخذ بالاعتبار حتما بالنسبة للرجل.
ويبدو أن هناك شروطا خاصة بلبس هاته المذيعات حتى وان لم يكن معلنا. وفي إحدى المؤتمرات المتخصصة في الجامعة اللبنانية الأمريكية وقفت مذيعة معروفة شابة (لا تزال طالبة بتلك الجامعة) لتعترف بأن اختيارها كان بناء على شكلها وصغر سنها وقبولها بإظهار "مفاتنها." وأضافت بأنه لو كانت قد تقدمت مذيعة شابة أخرى اكثر كفاءة مني ولكنها محجبة فمن المؤكد إنها لن تحظى بهذه الوظيفة أو أية وظيفة في أية محطة فضائية أخرى.
كما ويبدو واضحا لأي مراقب أن مقدمات البرامج محصورات أو ربما "حبيسات" البرامج الترفيهية، الخفيفة والمسلية ونادرا ما توجد امرأة مقدمة لبرنامج سياسي أو اقتصادي أو ثقافي جاد. حتى في المحطات التي تبدو اكثر جدية من غيرها والمتخصصة في البرامج الأخبارية مثل تلفزيون الجزيرة، حيث يتوازى فيه العدد بين النساء والرجال، وحيث أن المواصفات التي تأخذ في الاعتبار عند تعيين المذيعات تبدو مهنية اكثر من المحطات الأخرى، إلا انه نادرا ما نجد أي من العاملات بهذه المحطات يقدمن برامج سياسية، حوارية أو ثقافية، بل إن مقدمي البرامج بالمطلق هم من الرجال.
لا بد من الإشارة هنا إلى أن المحطات الفضائية التي لا تزال تخضع لسلطة الدولة ولم تتحول إلى ملكية خاصة مثل القنوات الفضائية المصرية وغيرها، لا تزال بعض المقاييس والمعايير "الفضائية" الحديثة لم تطغ عليها. بمعنى أن هناك بعض المذيعات اللاتي يقدمن برامج أكثر عمقا، كما أن العديد من النساء بل إن معظم القنوات المصرية ترأسها نساء.
وحتى نكون منصفين لهذا الكم من النساء العاملات في مجال المحطات الفضائية العربية علينا أن نعي بأنهن غير قادرات على تغيير هذا الوضع القائم، بل قد تواجه من تريد التغيير بالصد أو ربما الفصل من العمل خاصة وان كم الفتيات الواقفات على أبواب المحطات الفضائية في تزايد مستمر، عندما تحولت المذيعة إلى مركز قريب من الممثلات والمشاهير في المجتمعات العربية. وبذلك فقد اصبح حلم العديد من الفتيات العربيات هو الحصول على وظيفة مقدمة برنامج ما يشكل مفتاحها للحياة العامة والشهرة وربما لتحقيق نفس الحلم-الوهم الذي تروج هي له حتى صدقته.
فقد اصبح الفضاء التلفزيوني مليء بالصور "Images" التي تساهم في خلق ثقافة جديدة تعتمد في مجملها على الحسيات وتهمل الثقافة، والقيم وفي الكثير من الأحيان فيها ظلم حقيقي للمرأة التي تقع فريسة لهذه الصور وتنزلق في مجال تقليدها دون أدراك منها أو وعي حقيقي. فهناك مظاهر "للحداثة" تصنع، حيث تتحول التقاليد إلى شكل من الاستقرار رغم الحركة الظاهرة والتعبيرات أو صور التغيير التي تبرز، وبذلك تبدو الصور الحداثية مجرد انعكاس متجدد أو حديث لنفس تلك المعتقدات القديمة.
ومن الملاحظ والمحزن حقا هو انعدام قيم المهنية أو الحرفة عند اختيار المذيعات، مما يكرس هو الآخر نفس تلك الصورة القديمة-الجديدة للمرأة على إنها كائن غير مثقف ولا يملك القدرة على التحليل أو فهم الأمور غير تلك المرتبطة بالتسلية والترفيه. وأصبحت المحطات الفضائية اليوم تعيد تكرار تلك الصورة القديمة للمرأة بلباس حديث، خاصة فيما يتعلق بالمقاييس العمرية، الجسدية (الخصر، والشعر، الخ).
وهذا بالطبع يعود إلى تحول المحطات التلفزيونية بل وكل المواد الإعلامية إلى "سلعة" من الواجب تسويقها، ولكن الأهم في الأمر هو انعدام توفر خرائط اجتماعية للبرامج التلفزيونية، إلا في النادر طبعا. فقد اصبح الهدف الرئيسي لهذه المحطات، وكما قلنا سابقا، هو التسلية وتقضية الوقت الممتع وتحريك الغرائز. حتى صح فيها الوصف الذي أطلقه عليها مدير إحدى المحطات التلفزيونية الخليجية عندما قال في مقابلة مع محطة NBN اللبنانية إن القنوات الفضائية العربية هي "كباريهات" وليست محطات تلفزيونية.
ففيما كانت الأفلام السينمائية والمسلسلات في الماضي هي التي تضع نماذج جاهزة لتحتذي بها الفتيات والنساء في مجتمعاتنا العربية، أصبحت مقدمات البرامج والمذيعات هن اللاتي يخلقن هذا النموذج اليوم.
كم أكبر ... فعل أقل
من كل ما سبق نجد أن المقولة القديمة التي كانت تنص على أن زيادة عدد العاملات من النساء في مجال الإعلام بشكل عام والمحطات التلفزيونية على وجه الخصوص سيؤدي حتما إلى تحول حقيقي في نوعية البرامج والمواد التي تقدمها هذه المحطات للمشاهد وخاصة منها المرتبطة بهموم ومشاكل وقضايا المرأة العربية: هل تحقق هذا الأمر مع هذا الكم الهائل من الفتيات المقدمات للبرامج ومذيعات نشرات الأخبار وبالتأكيد مذيعات الربط؟ الإجابة على ذلك بالتأكيد هي بالنفي، لا لشيء إلا إذا ما قمنا بدراسة سريعة لنوعية البرامج التي تقدم وإذا ما علمنا بأن قضايا مثل قوانين الأحوال الشخصية في المنطقة العربية، وضع المرأة في المجتمع، دور المرأة في صنع القرار والتنمية، ختان الإناث، جرائم الشرف، التسمين وغيرها من القضايا التي تبرز في معظم المؤتمرات والتجمعات المختصة وهي تعد ضمن القضايا الرئيسية التي حملتها النساء العربيات إلى مؤتمر بيجينج، إذا علمنا أن معظم -إن لم يكن كل- هذه القضايا لا تطرح للنقاش على محطاتنا الفضائية إلا نادرا وفي الكثير من الأحيان ليس من قبل نساء.
والسؤال المطروح هنا هو هل استطاعت المرأة "المذيعة" الجديدة أن تعكس تغير حقيقي في المجتمعات العربية نحو حرية أكبر في التعامل مع الجسد أو النظرة إلى المرأة ودورها بشكل عام؟ أم أنها خلقت أيضا "façade" أو شكلا خارجيا يعكس واقعا لا تزال فيه النساء حبيسات للعديد من الأنظمة والقوانين والعادات والتقاليد التي تجبر نفس تلك المرأة، "المتحررة" على الشاشة إلى بيت الطاعة أو في أحسن الأحوال عدم السفر دون آذن من الزوج، الخ، من الأنظمة والقوانين والعادات التي لم تتغير. وبذلك تصبح الصورة عبر القنوات الفضائية هي مجرد شكل آخر من أشكال صناعة الوهم بأن واقع المرأة العربية قد تحول فعلا، وأن ذلك قد عكس نفسه بزيادة حقيقية في ظهورها عبر شاشات التلفزيون. فهل غيرت هذه الصور المتراصة من نظرة المجتمع لمفهومي "الشرف" و"العار" الذين يحكمان العلاقات والتعامل مع المرأة العربية؟
والجدير بالذكر هنا أن هاته المذيعات في مقابلاتهن المتكررة عبر المجلات النسائية والترفيهية المتخصصة يصدرن تصريحات مثل أن رفض مثل هذه الصورة يعد رفضا للتجديد وللدور الجديد للمرأة كمشارك فعال في المجتمع. فقد خضعت هذه النساء أيضا لهذه المفاهيم فتقمصتها تلك الأفكار ولبستها، فاقتنعت تماما بأن هذا الأمر حقيقي وبأنها قد حققت ذلك الاختراق الذي يعرف اليوم "بكسر حاجز السقف الزجاجي."
ولا نستطيع أن ننتقد هذه المرأة المذيعة، فماذا تستطيع المذيعات أن يفعلن في ظل مجتمع عربي لا تزال نسبة النساء اللاتي استطعنا الوصول إلى مناصب صنع القرار أو المناصب القيادية محدودة جدا، خاصة إذا ما قورنت بعدد النساء العاملات وبالمشاركة الكبيرة للنساء في دخل الأسرة، الخ، الأمر الذي من المفترض أن ينعكس إيجابا بالنسبة لدورها في صنع القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي؟ ويبدو الأمر اكثر تعقيدا إذا ما نظرنا إلى التناقض الحاصل في بعض البرامج، والذي يصل إلى شيء من الشكزوفرانيا الصورية، فبينما تبدو مقدمة البرنامج وهي كاشفة عن الجزء الأكبر من جسدها، يتوقف البرنامج لفقرة إعلانية تبرز من خلالها صورة متناقضة للمرأة خاصة في إعلانات المواد الغذائية (زيت الطبخ) أو المنظفات (صابون الغسيل) حيث تبدو المرأة محتشمة جدا إن لم تكن محجبة. فما الذي يريد القائمون على هذه المحطات والبرامج أن يقولوه؟ وهل تغيب عنهم هذه الملاحظة؟ الواقع انهم مدركين أن عليهم تسويق البرنامج والإعلان أو المنتج (السلعة). وبذلك فالإعلان يبرز صورة قريبه من المرأة المشاهدة (المستهدفة) بينما تبدو المذيعة هي الصورة التي تطمح نفس تلك المرأة على أن تكونها أو تحاول ذلك حتى ولو كان ذلك بهدف المحافظة أو كسب رضى الزوج.
وهكذا يبدو الأمر وكأنه دمج غريب بين الواقع والفنتازيا. صورة أي امرأة؟ وهنا يجدر بنا أن نثير السؤال الأهم، فأي صورة للمرأة تبثها هذه المحطات الفضائية؟ هل هي صورة حقيقية للمرأة العربية؟ وأي امرأة عربية هذه؟ فهل تمثل المرأة الأمية أو الفقيرة وهي النسبة الكبرى من النساء في عالمنا العربي؟ أم هل تمثل المرأة العاملة التي تقضي يومها الطويل في كسب الرزق لتعود في أخر النهار لممارسة دورها الأخر في المنزل؟ هل هي المرأة المتعلمة والمثقفة التي تحاول أن تحقق ذاتها وتسعى جاهدة لكسر حاجز الصمت بالنسبة لحقوقها ومشاكلها؟
هنا نعود للتذكير بأن العولمة قد حولت ملكية الأعلام من الدول إلى القطاع الخاص أي في أيدي عدد قليل من الأفراد، مما يعني أن قطاعات واسعة من المجتمع –وليس المرأة وحدها– لن تجد لها أية مساحة للتعبير عبر هذه الوسائل. فقد تحولت تركيبة الأعلام من أداة لعامة الناس إلى شركة خاصة عابرة للحدود والقارات ناشرة للثقافة الواحدة. وماذا بعد؟ يميل العديد من المهتمين والمعنيين بقضايا الأعلام إلى رفض النظرية التي تقول بأن أجهزة الأعلام هي أداة لتغيير الواقع، وبذلك فلهذه الأجهزة قدرة على أجراء بعض التحولات على واقع المرأة العربية. وهو أمر لا يمكن الجزم فيه بسهولة، إلا أن الإعلام وخاصة التلفزيون قادر حتما على تغيير بعض العادات والأنماط السلوكية، وقد استطاعت العديد من الدراسات إثبات ذلك.
وإذا لم يستطع الأعلام أن يغير فعليه أن لا يساهم في خلق صورة "حداثية" لواقع تقليدي جدا، أو بشكل آخر تعليب وتغليف الوضع التقليدي للمرأة في علبة جديدة تبدو براقة أكثر، ألا وهي جهاز التلفزيون ومحطاته المتناثرة عبر الأثير.
ولكي يحدث التغيير فنحن بحاجة إلى حركة حقيقية في المجتمع تعمل على فرض صورة أخرى للمرأة مخالفة لتلك التي تبرزها القنوات الفضائية.
والخوف كل الخوف أن تسقط النساء ضحايا هذه الصور المركبة ويصبح التسفيه هو السائد فتنحجب الرؤية لدى الجميع، بما في ذلك النساء أنفسهن، فهن يصنعن الوهم ثم يستهلكنه.
* د. خولة مطر: صحفية من البحرين. ورقة مقدمة في مؤتمر مركز الإعلاميات العربيات، الأردن 2002
________________________________________
المراجع:
1. "ثورة الاتصالات والمعلومات والاقتصاد العالمي في ثورة المعلومات والاتصالات وتأثيرها في الدولة والمجتمع بالعالم العربي، مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، 1998.
2. حديدي، صبحي "في "امتداح" الثقافة الإمبريالية وتعميمها بالقوة،" ، النهار لوموند دبلوماتيك، مارس 1999.
3. سيلمر، كريستيان "الهوية "المرقعة" لجيل،" النهار لوموند دبلوماتيك، اكتوبر 1999.
4. عامر، كمال "عبد الرحمن حافظ: مفاوضات الشيخ صالح كامل كانت مناورة!"، روزاليوسف من 31/7:6/8/1999.
5. عبد الرحمن، عواطف "صورة المرأة العربية في الأعلام العربي – دراسة تطبيقية: الإعلام المصري والصحافة الخليجية،" في المرأة ودورها في حركة الوحدة العربية، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت.
6. رمزي، ناهد "المسؤولية ا لاجتماعية لوسائل الاتصال وتغير الوضع الاجتماعي للمرأة في المجتمع العربي،" مجلة شؤون عربية، سبتمبر 1983.
7. الراوي، خالد حبيب "مشاكل الصحافية العاملة في العراق، في مجلة المرأة العربية، العدد 4، 1986
8. معتوق، فريدريك "ثقافة العجز: قياس الكتاب بالجهاز التلفزيوني،" الحياة 16 أكتوبر 1995.
9. "الاتصال في خدمة المرأة: تقرير عن برامج العمل والبحوث" وثيقة أعدت للمؤتمر العالمي المعني بدراسة وتقييم نتائج عقد الأمم المتحدة للمرأة، باريس، 1980 –1985.
10. "العرب والعولمة ..بحوث ومناقشات الندوة الفكرية التي نظمها مركز دراسات الوحدة العربية، مركز دراسات الوحدة العربية، (الطبعة الثانية)، 1998.
11. "المرأة العربية في عالم العمل: نظرة عامة،" منظمة العمل الدولية بالتعاون مع معهد الدراسات النسائية في العالم العربي، الجامعة اللبنانية الأمريكية، بيروت، 2000.
Bibliography:
Berger, Morroe,” The Arab World Today,” New York, Doubleday, 1962.
Curran, James and Gurevitch, Michael Ed. “Mass Media and Society,” London, Edward Arnold, 1991.
Hermes, Joke,” Reading Women’s Magazines,” Cambridge, Polity Press, 1995.
Howitt, Dennis, “Mass Media and Social Problems,” Oxford, Oxford Press, 1982.
Index on Censorship, Vol.24, No.4, 1995.
Kabeer, Naila, “Selective rights, collective wrongs: women, body-politcs and the development agenda,”
Mattelart, Armand, “ Transnationals and the Third World: Struggle for Culture,” Massachusetts, Begin Publishers Inc., 1983.
Mattelart, Michele, “Women Media Crisis: Femininity and Disorder,” London, Comedia, 1986.
Mattelart, Michele, “ Reflection on Modernity: away of reading women’s magazines,” Two Worlds, vol.1.No.3, 1978.
Sinclair, John, “Images Incorporated: Advertising as Industry and Ideology,” London, Croom Helm, 1987.
Stuart, Ewen, “From Citizens to Consumer,” Intermedia (2) No.3 May – June, 1992.
Wirth, Linda, “ Breaking through the glass ceiling: women in management,” ILO, 2001.
نيفين الشحرورة- عدد الرسائل : 9
تاريخ التسجيل : 13/09/2007
ابو ثابت-
عدد الرسائل : 5
العمر : 45
الإسم بالكامل : سامي (أبو ثابت)
الوظيفة : مراسل صحفي
الدولة : فلسطين
تاريخ التسجيل : 20/09/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى