المـنـتـدى الإعــلامـي لـنـصرة قـضـايـا الـمـرأة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

صورة المرأة في وسائل الإعلام

اذهب الى الأسفل

صورة المرأة في وسائل الإعلام Empty صورة المرأة في وسائل الإعلام

مُساهمة من طرف Admin السبت سبتمبر 15, 2007 1:26 pm

صورة المرأة في وسائل الإعلام


عالية موسوي

(يجب إخراج المرأة من قمقم المنزل...) (المرأة كالرجل تماماً لذا يجب تحقيق المساواة بين الجنسين) (علينا تحرير المرأة من سلطة الرجل ويجب اطلاق هذا المخلوق من أسر العبودية والتقاليد الدينية) هذه الشعارات التي تحولت الى انحطاط فكري وقوالب منمقة جاهزة نسجت صورة قاتمة عن المرأة (المكبلة بالأغلال والقيود والأعراف الإجتماعية والدينية)، هذه القوالب الجاهزة تدعو إلى تحرير المرأة من كل القيم والأعراف السائدة.

ان الجاهلية التي كانت تئد الأنثى ها هي تعود لتخنق المرأة قبل ولادتها. فهل تجد هذه الدعوات صدى في مجتمعاتنا؟

وهل كانت المرأة حقاً الإنسان الضعيف الذي يحاول دون هوادة الخروج من (سجن) الأديان والتقاليد المظلمة كما يزعمون؟

في الواقع نجد فرقاً وبوناً شاسعاً بين انواع الأنحطاط الفكرية السائدة والتي تطالب بالمساواة والحرية وبين القيم الإجتماعية السائدة في المرأة صفاتاً ونعوتاً، جمالاً وأنوثة ورقة مشاعر ووهج عواطف وقوة أحاسيس.

إن ما نعتقد به قد يخالف ما نحب ونهوى، وهكذا فصورة المرأة في مجتمعنا هي تلك الصورة التي نجدها في عالم المثل أو تلك التي تحدث عنها (شاتوبريان) في آدابه الرومانسية.

هي الخيال الذي ينسجه ويحبكه العاشق والحبيب. هي تلك الصورة التي تجدها الرعاية. هي تلك اللوحة التي يرسمها الفنان الغارق في خياله ومعارضه.

هي تلك الصورة التي تلبس لباس الأدب والفن وباسم الجمال والحب والأغراء واللذة الساقطة.

هي الخطيئة... هي الجسد.

هذه هي صورة المرأة في إعلامنا الذي تأثر بالغرب.

وهذه هي صورة المرأة في أدبنا، وندواتنا، وأحاديثنا و... إلخ.

وهكذا فالجنس والجمال والأنوثة اصبحت من القيم التي تجد مكاناً لها في قلب الجمهور والمجلة والكتاب والفلم السينمائي والـ (CD) وعذر المخرج ( إن الجمهور عاوز كدة) وحتى الصحيفة باتت تولي المرأة الأهمية الكبرى.

ولا يمكن في كثير من الأحيان الفصل بين سلسلة القيم هذه فتكون مترابطة فيما بينها. لحيث أنها تخلق صورة أخرى تبعث القراء والمشاهدين على الإستمتاع بها والتوق إليها. هذا بغض النظر عن القيمة الحقيقية التي تتجلى من وراء هذا الجمع للقيم الجمالية والمادية.. فما يحصل أو ما يأخذه القارئ أو الناظر من هذا الكم الهائل لا يتعدى الوهم.. وكل ما يغتذي به هو الإثارة والتشويق والبحث عن وسائل لإطفاء الغريزة. والإنتعاش المؤقت.

أما من حيث المعرفة فإن الأجزاء التي تدخل إلى الفكر تبقى نادرة وضحلة وقليلة بل ومعدومة امام الشوق والحب والميل.. الذي يدغدغ العواطف والنزعات. وإذا أردنا أن نعدل فنقول إن هذه النفس تنازع العقل وقد تمنعه كثيراً من ان يغرف من وعاء العلم.

وغالباً ما تكون المادة المعروضة في مثل هذه الحالات لا تحمل من القيمة إلا ما يطابق هوى النفس ونزعاتها. فالعلم فيها قليل والفضيلة غائبة. فالغاية الحقيقية هنا ليست في توجيه وإرشاد وتوعية وتثقيف القارئ أو المشاهد. وإنما الغاية هي في شده وجذبه ولفت إنتباهه. ومن ثم في اشباع حاجاته وميوله. وفي كل ذلك محاولة لكسب عدد من الزبائن ـ إذا صح التعبير ـ.

ويمكن القول أن الغاية هي الإثارة والمتعة الناقصة. التي تجعل المرء يبحث عن الأرتواء. والمتعة المقصودة هنا أو الامتاع هو بالمعنى الفرويدي أي الذي لا يضع حداً لما هو مقبول ومباح وصحيح في أشباع الغريزة وبين ما هو ممنوع ومحرم. ويؤدي إلى الإنحراف والإنحلال وظهور الأمراض الإجتماعية.

هذه هي الحقيقة.

فإن الجمال أو الأنوثة بالإضافة إلى الشهرة.. تحتل مكانة هامة وذو قيمة في الأعلام. وهنا يبرز دور نظرية فرويد التي تؤكد على أهمية استثارة الغرائز لتكوين الدوافع. وتحريك النوازع الشهوانية عند الفرد.

ودور وسائل الإعلام المرئية يكون غالباً خطيراً.

هذا بغض النظر عن بقية الوسائل غير المرئية التي تستطيع أن تساهم مساهمة جامحة في بناء صورة حالمة (خيال) وقد تكون صورة شيطانية يشارك في صنعها خيال المستمع أو القارئ أو المشاهد الذي يترك لخياله وأحلامه العنان.

أما في الشاشة المرئية فإن المشاهد وإن لم يشارك في صنع المرأة النموذج (المرأة المثال في الجمال والحب) حسب نظر وسائل الإعلام فإنه يرى في الكثير من الفاتنات كثيراً من الأغراء وقد يجد مثالاً يشده إليه ويهيم به ويعشقه.

وكثيراً ما عمدت المؤسسات والشركات إلى طبع صور الممثلات أو الجميلات على الملبوسات وحتى فوق بقية السلع الصغيرة والكبيرة.

فنجدها مثلاً في أوراق الطالب قد وجدت مكانها فوق قرطاسيته، وحتى فوق محفظته وحقيبته أو حتى في مسطرته.

وقد تتحول الصورة هنا إلى مصدر غني للخيال والأحلام. فهي كصورة جامدة قد تتحول إلى مادة قابلة الإشتعال. وتكون غنية بكل ما يميل إليه الطالب ويحبه.

في حين أن الصورة المرئية المتحركة صورة التلفاز مثلاً أو الأشرطة الممغنطة الـ ( CD) فهي تقدم قالباً جاهزاً غير قابل لأن تسقط عليه أحلامك.

في الوسائل المرئية تظهر المرأة بكامل أنوثتها، فالمفاتن وقسمات الوجه والإبتسام وبياض الأسنان وعرض الكتف ومقاس الخصر. كل ذلك يتم عرضه من قبل خبراء الموضة وخبراء الدعاية.

وقد تكون الصورة تحمل بين طياتها أو بين سطورها صورة أخرى غير مرئية. فحين تخفت الأضواء، ولا تظهر إلا الملامح أو بقايا ما يسقط عليه النور. فإن المشاهد هنا يرسم ويعرف ما يخفي الظلام. وفي رسمه لما خفي قوة في الإيحاء أكثر وقعاً وإثارة من رؤية العيان. (وما خفي كان أعظم) وهكذا فإن همسات المحبين التي لا تظهر في الصورة الا القليل والنزر اليسير تفوح منها رائحة الخيانة، حين تختفي الهمسات. وقد تنطلق الصور في المجلات وترتفع إلى مستوى الأسطورة. كل ذلك يعرض في وسائل الإعلام بأسم الثقافة والتحضر والحرية وتمشيا مع آراء فرويد. والأفضع من ذلك إن صورة المرأة تعرض مع الايحاء بأنها هي الصورة المثالية أو انها الأنموذج للمرأة العصرية. المرأة المتطورة. المرأة المثال. هذه هي صورة المرأة في وسائل الإعلام.

فقد تحولت المرأة الى مصدر للأغراء والإثارة الجنسية والأحلام. وتحمل وسائل الإعلام بين طياتها بأن صورة المرأة النجمة. هي الهالة، هي القداسة وهي في سطوعها أشبه بالأسطورة. هالتها تشبه النجوم في السماء. وبالإيحاء يحاولون تأكيد هذه المغالطة لتزييف الحقائق وإشاعة جو الميوعة والفساد والإنحلال وما ينتج عنها من أمراض خطيرة تصيب النفس والجسد. هذه الصورة (المثالية) عن المرأة. هذه الصورة الأسطورة لحواء لم تكن لتغري وتسحر الرجل فحسب. بل إن هذا (الجمال والسحر) كما يقول خبراء الدعاية يغري حتى النساء وهكذا تظهر المرأة في الدعاية الموجهة لبنات جنسها ـ في كثير من الأحيان ـ وهي في أبهى حللها وأجمل زينتها ويلجأ صانعو الدعاية السينمائية الى اختيار أشهر الوجوه السينمائية من الفاتنات.

ولذا فإن المرأة (العصرية) تخضع العبودية تكاد تكون مطلقة في بعض العادات المكتسبة. وقد ارتضت (الفتاة العصرية) هذا الإنحلال وسلكت سبيل الدعاية. واختارت هذا النمط الحياتي وتركت ذاك.

كما أنها تخلت عن كثير من القيم. واستسلمت لقيم أخرى. زينتها لها وسائل الإعلام والدعاية. حتى أصبحت المرأة سجينة اختيارها وهواها. سجينة اللون السائد لون الموضة التي جذبتها بقوة ولا تستطيع أن تخرج منها، لأنها ارتضتها وما ارتضت كان أمراً مفروضاً من صناع (الموهبة والفن) والدعاية، الذين ينسجون لها في كل يوم وفي كل عام الفستان الجديد ووسائل الزينة الحديثة والعادات (العصرية) والقيم الثقافية التي تحتل أرقى درجات الحداثة.

الحسناء في برجها العاجي من بنات الطبقة الارستقراطية هي الأقدر من غيرها التي تستطيع أن تشهر سيفها وبشكل سافر ضد الأخلاق السائدة وضد القيم في مجتمعها.

إن النساء من (الطبقة الراقية) هن أقدر على ذلك من نساء الضواحي والقرى.

وعلماء الإجتماع يؤكدون على ان هذه النخبة هي التي تبدأ بالتحدي الصارخ للقيم والأعراف السائدة قبل أي كان.

وهكذا يتم استعراض الأزياء الجديدة أو استعراض الأجساد في وسط اجتماعي مخملي. ومن هذا الوسط تنطلق شرارات التقليد الرعناء.

والفتاة التي لا تستطيع أن تقتني هذا الزي الجديد تعمد الى تقليده وتلبس الموضة الجديدة. وتتحدى ما استطاعت وسطها الإجتماعي لتكون امرأة (عصرية جداً ومنفقة) وتبعد عنها تهمة التخلف عن قيم (الحضارة والمدنية) ما العمل؟

إن وسائل الإعلام لها تأثير هائل على ابنائنا وبناتنا في كل شيء في الثقافة، في التربية، في اتخاذ الصديق، في آداب المعاشرة في الدراسة، في العلاقات الإجتماعية.

ولا ينتشر الهدى إلا من حيث انتشر الضلال.

طبعاً وسائل الإعلام ليست كلها شر وضرر محض. إنما تحمل ايجابيات كثيرة في قضايا التعليم ولكن لها سلبيات ذات ضرر كبير على أجيالنا.

ولتلافي ضرر وسائل الإعلام لابد من فتح قناة فضائية إسلامية خاصة بالمرأة، تهتم بمشاكل المرأة وقضاياها الملحة.

قضية اختيار شريك الحياة. قضية الحب في إطار إسلامي قضايا التربية وبناء الأسرة السعيدة. كيف يكون البيت سعيداً. حول الأزياء والموضة ووسائل الزينة وحفظ الصحة. والإهتمام بصحة المرأة وكل شؤون المرأة.

إن عدد المسلمين تجاوز المليار وأربعمائة مليون نسمة. والعالم الإسلامي يملك مواهب وطاقات بشرية خلاقة من النساء والرجال. ويملك الموارد المالية.

إن نشر الوعي فيما يخص جمال المرأة وزينتها وانوثتها ودقة مشاعرها وعواطفها يحتاج إلى دراسات وبحوث ومحاضرات تحمل زادا ثقافيا مناسباً لروح العصر. ومناسبة للعقل المعاصر.

الإسلام لا يعتبر المرأة انساناً من الدرجة الثانية ويريد لها التحرر والإنطلاق والكرامة والعزة_ وقد جاء في الحديث: (الدنيا قناع وخير قناعها المرأة الصالحة) وكذلك الرجل الصالح خير متاع للمرأة المؤمنة.

السعادة في الحياة الزوجية لا تتحقق بتقليد الغرب وبالإنحلال والميوعة والخروج عن العادات والتقاليد السائدة بل على العكس. إن الحرية الجنسية التي نادى به الغرب هي التي سببت المأسي والويلات ونشرت مرض الايدز وغيره حتى بين الأطفال. كما ان صورة المرأة في وسائل الإعلام أدت الى كثير من المشاكل الزوجية وأدت إلى الطلاق في كثير من الأحيان.

إن الأغاني الهابطة في وسائل الإعلام وصورة المرأة أدت إلى الكثير من الخيانة الزوجية. وهذا الأمر اكدته الإحصاءات والبيانات التي تصدر عن المنظمات الدولية التي تعنى بشأن المرأة.

فالزوج يطلب من زوجته أن تؤدي نفس ما تؤديه العشيقة في الفيلم الذي رآه وعلق في ذهنه. والزوجة ترى في زوجها نموذجا (مختلفا) بالنسبة لما رأته في وسائل الإعلام. مما يؤدي إلى الكثير من الخلافات العائلية وإلى الكثير من أسباب الشقاق والخلاف.

كما أن الزوج المثالي الذي تنتظره المرأة قد لا تجده إلا في الخيال. فقد لا يأتي.

كما يسبب تأخير بين الزواج ويؤدي إلى ظاهرة العنوسة التي تشكو منها مجتمعاتنا العربية والإسلامية.

ففي مصر وحدها أربعة ملايين فتاة عانس الإسلام يقدم حلولاً لكل المشاكل وقضايا المرأة.

ولابد أن تعرض وسائل الإعلام الحالية العربية الإسلامية شيئاً من وجهة نظر الإسلام حول قضايا المرأة لوقف اثر الإعلام المضاد. والله الموفق وهو المستعان.

** سوتيترات

في الواقع نجد فرقاً وبوناً شاسعاً بين انواع الأنحطاط الفكرية السائدة والتي تطالب بالمساواة والحرية وبين القيم الإجتماعية السائدة في المرأة صفاتاً ونعوتاً، جمالاً وأنوثة ورقة مشاعر ووهج عواطف وقوة أحاسيس.

إن صورة المرأة تعرض مع الايحاء بأنها هي الصورة المثالية أو انها الأنموذج للمرأة العصرية. المرأة المتطورة. المرأة المثال. هذه هي صورة المرأة في وسائل الإعلام.

فإن المرأة (العصرية) تخضع العبودية تكاد تكون مطلقة في بعض العادات المكتسبة. وقد ارتضت (الفتاة العصرية) هذا الإنحلال وسلكت سبيل الدعاية. واختارت هذا النمط الحياتي وتركت ذاك.

إن وسائل الإعلام لها تأثير هائل على ابنائنا وبناتنا في كل شيء في الثقافة، في التربية، في اتخاذ الصديق، في آداب المعاشرة في الدراسة، في العلاقات الإجتماعية.

إن الحرية الجنسية التي نادى به الغرب هي التي سببت المأسي والويلات ونشرت مرض الايدز وغيره حتى بين الأطفال. كما ان صورة المرأة في وسائل الإعلام أدت الى كثير من المشاكل الزوجية وأدت إلى الطلاق في كثير من الأحيان. ‏‏
Admin
Admin
المحرر المسئول
المحرر المسئول

عدد الرسائل : 57
تاريخ التسجيل : 11/09/2007

http://montada.ephpbb.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى