المـنـتـدى الإعــلامـي لـنـصرة قـضـايـا الـمـرأة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مشاركة المرأة علي طريق التنمية

اذهب الى الأسفل

مشاركة المرأة علي طريق التنمية Empty مشاركة المرأة علي طريق التنمية

مُساهمة من طرف سارة التونسية الخميس سبتمبر 13, 2007 9:21 am

مشاركة المرأة علي طريق التنمية

نيبال البورسلي
كاتبة كويتية

"تنمية المرأة" من القضايا التي حظيت و لا تزال تحظى بإهتمام كبير من قبل المهتمين بمجال التنمية. فهناك مؤتمرات و محاضرات وورش عمل تدور محاورها حول تنمية المرأة. لا أريد هنا الخوض في ما نعنيه بتنمية المرأة و أهمية تنمية المرأة و لكن ما نحن بصدد التحدث عنه اليوم هو مصطلح "المشاركة" و كيف يمكن للصحفي أن يطبق هذا المصطلح في تنمية المرأة. سأبتعد عن التنظير الأكاديمي و سأحاول أن أجعلها عملية قدر الإمكان.
إذا بحثنا في دور الإعلام و بالأخص الصحافة فإننا سنجد أن كثير من المنظمات المهتمة بشؤون المرأة قامت بعمل دراسات لتقييم تغطية الصحافة لشؤون المرأة.
في عام 2000 صحيفة ِAssociation of Women Journalist حللت التغطية الصحفية للمرأة و شؤون المرأة في 70 دولة. ووجدت أن 10% فقط من الأخبار لها علاقة بشؤون المرأة.
دراسة أخرى أعدها Gender Links and Media Institute of Southern Africa حللت مضمون
114 وسيلة إعلامية في 12 دولة من دول جنوب أفريقيا. وجدت أن 17% فقط من الأخبار مصادرها نساء و أن النساء كتبن 22% من المادة الصحفية.
في كندا كذلك بينت الدراسات أن المرأة نادرا ما كانت تستخدم في الصحافة كشخص ذو خبرة في المجال المعني و لكن رأيها يعد من رأي عموم الشعب. وقصص النجاح و التفوق السياسي و الإقتصادي كان للرجال نصيب الأسد.
في عام 2000 توصلتWomen’s Rights and the Arab Media في دراستها للإعلام العربي إلي أن الإعلام يهمل شؤون المرأة و يعزز الصور النمطية للمرأة. نفس النتائج توصلت إليها دراسات تم إجراؤها في الهند و في الولايات المتحدة الأمريكية.
إذن القصور الذي نلمسه في الصحاف الكويتية و العربية نراه في معظم صحف العالم. حاولت أن أجمع هذه المعلومات للتعرف على أسباب هذا القصور ووجدت أبرز هذه الأسباب ما يلي :

1.غياب المرأة من مراكز القرار الإعلامي مما أدى إلى غياب قضاياها من الأجندة الإعلامية.

(غياب المرأة أدى إلى تهميش قضاياها) (كذلك هناك أجندات إعلامية توضع من قبل المؤسسات الإعلامية و الحكومة و منظمات في المجتمع). (هذا واقع كل الدول حيث المناصب العليا في أغلب المؤسسات الإعلامية على إختلاف أنواعها بيد رجل).
2.قلة عدد الصحفيات فنسبتهم في العالم العربي لاتتجاوز 25%.
(ذلك يعني أن النساء وهن يشكلن أكثر من نصف المجتمعات العربية ليس لهن التمثيل المناسب في الصحافة فالرجل هو رئيس التحرير، هو الصحفي، هو المصور...الخ، فليس مستغرباً إذن أن لا تغطى أخبارهن و مشاركتهن في المجتمع).
3.قلة وعي المؤسسات الإعلامية بأهمية دورها في التنمية.
(لا نرى الصحافة الجادة التي تقوم بإظهار المرأة كعضو نشط في المجتمع . ما نراه هو تغطية الأنشطة في إطار خبر إجتماعي-نسائي و ليس كخبر إجتماعي-مجتمعي، يحفز نساء أخريات على المشاركة في العملية التنموية و لا نجد المتابعة للمشاريع التنموية التي تستهدف المرأة.
4.قلة وعي المجتمع بأهمية دور المرأة في التنمية.
(غالبا ما ينظر للمرأة كمتلقية لبرامج التنمية و ليس كمخططة و مشاركة في هذه البرامج. في حين أن العديد من البرامج التنموية في المجتمعات العربية القائمين عليها من النساء).
5.التفكير "بالمرأة" ككيان متجانس.
(هذا نراه جليا في الصحافة و التلفاز فهما ينظران للمرأة من نفس المنطلق لذا فالتركيز في قنوات المرأة و برامج المرأة و صفحات االمرأة في الصحف أو المجلات التي تهتم بشئون المرأة. يكاد يكون متشابه حيث الإهتمام بالأزياء، المكياج ، والعلاقة الزوجية و تربية الأولاد. في حين أن دائرة حياة المرأة أوسع و أشمل من أن تحصر بهذه الأبعاد التي تعتبر مهمة ولكنها لا تعكس بموضوعية و صدق واقع الحياة اليومية للمرأة المليئة بالتحديات والعطاءات والتناقضات.
فكلمة "امرأة" ليست متجانسة و لكنها تحوي فئات نسائية متباينة من حيث العمر، الخلفية الإجتماعية، االثقافة،الإهتمامات، المستوى التعليمي، المستوى الإقتصادي ...إلخ. عندما نعي هذه الإختلافات و نقدرها سنحاول أن نقدم ما يتناسب مع كل فئة من برامج تنموية و مواد إعلامية.
(لذا يستوجب التواصل الدائم مع النساء في المجتمع لمعرفة أى قضية تهم أى امرأة

هناك عدد من المنظمات الناشطة في شؤون المرأة تعمل بجد لتغيير هذه الأمور و تسعى لخلق وعي بأهمية تنمية المرأة على جميع الأصعدة. السؤال الذي يطرح نفسه:
كيف يمكن للصحافة المشاركة في تنمية المرأة بصورة أكثر فاعلة:
للجواب على هذا السؤال يحبذ أن نتعرف على كيف يمكن للاعلام أن يؤثر على الجمهور.
لقد عرف الباحثون ثلاث مراحل لمعرفة التأثير الذي يقوم به الإعلام علي الجمهور وهي :
Knowledge, Attitude, Practice
1. التأثير المعرفي.(أسهل أنواع التأثير) (التدخين مضر بالصحة)
* التوسع في كتابة الخبر
(لا نكتفي بالقول أن الشيخ الفلاني إستقبل وفداً من جمعية معينة)
(أو أن عضوات جمعية معينة حضرن ورشة عمل في الدولة الفلانية)
(لا بد أن نسأل: ماذا استفادت القارئة من هذه الأخبار؟ كيف ستؤثر فيها؟ كيفية خدمة التنمية؟ هذه الأسئلة يجب أن يطرحها الصحفي قبل أن يبث الخبر)
* تغيير الصورة النمطية التي يحملها البعض عن المرأة و دورها في المجتمع.
(لا بد أن يكون للصحافة دور مناصر للمرأة بعيد عن النمطية. بحيث يقدم صورة مغايرة لما تقدمه بقية الوسائل الإعلامية (تلفاز، السينما) خاصة التي تصور المرأة بالضعف و الإتكالية و السطحية.
* تقديم و تعزيز صورة حقيقية عن الأدوار المختلفة للمرأة في المجتمع.
(نسمع الأكليشيهات من أن المرأة أصبحت تنافس الرجل في مجال الطب و الهندسة و العلوم، نريد أن نقرأ هذه القصص، نريد أن نبرز الأدوار المختلفة للمرأة كمدرسة وكأم وكمتطوعة في لجنة ما و كيف استطاعت أن تنجح).
* تثقيف المرأة و المجتمع بأهمية تنمية المرأة.
(تنمية المرأة هو تنمية المجتمع، تنمية المرأة يعطيها مساحة أكبر من الحرية، تنمية المرأة يعطيها مساحة من الإستقلالية)
* تثقيف المجتمع بقضايا المرأة.
(هناك العديد من القضايا التي تحتاج إهتمام الصحافة سأتكلم عن هذه القضايا بتوسع بعد قليل)
* نقد الجهود التنموية.
(لنكن صريحين هناك برامج تنموية لا تكون بالمستوى المطلوب أو تكون غير منظمة و تهدر الأموال و الجهود)
* تقديم وجهة النظر النسائية و الذكورية في المواضيع السياسية،الإقتصادية،الإجتماعية، العلمية، و التكنولوجية...الخ و ألا يقتصر أخذ وجهة نظرها في المواضيع الإجتماعية أو النسائية.
2. التأثير الإتجاهي. (كره التدخين و الخوف من تجربته )
*نشر مقالات و تحقيقات تقدر دور المرأة في المجتمع.

*و تقدر الجهود التنموية في المجتمع.
* وتعمل على تشجيع المشاركة في المشاريع التنموية.
* و تساهم في تقبل الرسالة التنموية.
3. التأثير السلوكي.(أصعب مرحلة و يأخذ وقت طويل) (التوقف عن التدخين)
إذا عند تحقيق التأثير المعرفي و الإتجاهي فإننا نأمل أن نصل للتأثير السلوكي...
* تشجيع المرأة على المشاركة في التنمية.
* تنظيم مجموعات لخدمة قضية ما.
* الإستجابة للرسالة التنموية.
* ترويج أهمية التعاون مع المشاريع التنموية.
* ابتكار أساليب و استراتيجيات تنموية تتماشى مع عصر المعلومات.
(أساليب التفاعل التقليدية :ندوات،محاضرات،أسواق خيرية...الخ قد لا تجذب بعض النساء خاصة الشابات منهن اللاتي ينشدن التجديد في أساليب توصيل الرسالة التنموية سواء عن طريق الإتصال الجماهيري أو الشخصي. ) إذن حتى يكون للصحفي مشاركة فعالة في تنمية المرأة لابد أن يضع هذه المراحل بالحسبان حتى يشكل موضوعه بطريقة تستهدف تأثير معين على القارئ و يتدرج في الوصول إليه.
الإعلام ليس بالعصى السحرية
ولكن المشاركة الصادقة ستحقق التغيير المنشود من برامج التنمية
ما هي القضايا التنموية التي ممكن أن تطرحها الصحافة ؟
القضايا التي نود أن نوعي المرأة بها يجب أن تخرج من الإطار التقليدي لما يعرف بقضايا المرأة و التي تنصب في المجال الإجتماعي و مجال العمل الخيري.
لا بد أن تشارك الصحافة في توسيع إهتمامات المرأة التنموية بحيث تشجعها على أن تكون مواكبة لما يدور في المجتمع. فهناك قضايا مهمة مثل (المخدرات، العنف ضد المرأة، الحقوق الإجتماعية و السياسية، التعليم، مواكبة تكنولوجيا المعلومات, الصحة (انتشار أمراض معينة(الأمم المتحدة ركزت حملتها لمواجهة الأيدز لهذا العام على النساء) (التغذية و الرياضة)، الإرهاب (سمعنا رأي السياسيين و رجال الدين و لم نسمع رأي الأمهات أو المدرسات في الموضوع)، العولمة واثارها، الفساد الإداري، البيئة، حقوق الإنسان.
هذه كلها قضايا ممكن التطرق لها من وجهة نظر نسائية بحيث نخلق لدى المرأة وعي بأهمية هذه القضايا و كيف أنها تمس حياة المرأة بصورة مباشرة أو غير مباشرة و كيف يمكنها التعامل و التفاعل معها. فالصحافة على عاتقها حمل كبير فدورها لا يقتصر على إخبار القراء بأحداث الساعة بل هو دور يربط بين الإخبار و التحليل و تحريك الرأي العام.
للأسف نحن نعيش في مجتمعات تقل فيها القراءة عدا قراءة الصحف و المجلات مما يجعل مسؤولية هذه المؤسسات مضاعفة أمام الجمهور. إذن المطلوب من الصحافة أن تستغل هذا الوضع بصورة إيجابية لنشر معلومات و أراء مفيدة سواء في مجال التنمية أو أي مجال اخر. ولكن في نفس الوقت كما سبق نتذكر أن الإعلام لوحده ليس بالعصى السحرية الذي سينمي المجتمعات العربية و لكن مشاركته هي التي ممكن أن تحدث التغيير المنشود من برامج التنمية.
فمشاركة الصحافة في تنمية المرأة ما هي إلا جزء من العملية التنموية التي تستهدف المرأة. فهناك جهات عدة سواء حكومية أو أهلية تعمل جاهدة لتنمية المرأة و الأسرة.
فالصحافة قادرة على تعزيز ثقة المرأة بنفسها و قدراتها و كذلك هي أداة تعليمية للمرأة لهذا فالصحافة أداة تحرك المجتمع بخصوص قضايا المرأة.)
سارة التونسية
سارة التونسية

انثى
عدد الرسائل : 11
العمر : 39
الإسم بالكامل : سارة صفاقصي
الوظيفة : صحافية إذاعية
الدولة : تونس
تاريخ التسجيل : 12/09/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى